19‏/01‏/2009

سنة 2008 عام السلام والأمان..."مازال حتى يومنا"

المشهد الأول :
طفل يضع الكوفية على رأسه محاولا أن يغطي ملامح وجهه و يمسك بيده الصغيرة بندقية مصنوعة من البلاستيك يشد ثوب والدته و يسألها:يما يما وين راحوا الأبطال الملثمين و بدافعوا عن الوطن , بطلت أشوفهم
والدته تجيبه والدموع بعينيها :شلحوا الكوفيه و بطلوا ملثمين يما
المشهد الثاني :
داخل الأزقة عند ذلك المكان حيث كان هناك ثلة من الرجال الذين اجتمعوا لهدف واحد حب الوطن , المكان فارغ , الانكسار واضح ,و القهر جامح ...
المشهد الثالث :
على الشريط الإخباري بوش يواصل جولته في إسرائيل و يصل غدا إلى رام الله خلال تشديدات أمنية في المدينة ,8 شهداء و 33 جريحا في غارة إسرائيلية على غزة,فلان هو آخر المطلوبين الذين سلموا أنفسهم ظهر اليوم ....
مشاهد تستحق التأمل بمرارة و حسرة....
فقد قررت حكومتنا الفاضلة بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية "عفوا" قيادات الحكومتين إنهاء ملف الانتفاضة
سواء رضي الشعب الفلسطيني أم لم يرضى فهو غير مهم...فهم أحرص علينا من أنفسنا
لا داعي لزيارة مقابر الشهداء فقد تسبب ثورة داخل نفس زائرهم و لكن لا داعي للفزع فالحكومة لن تقوم بإغلاقها.
لا داعي للقلق حيال ملف الأسرى ,بعد غد سيتم الإفراج عن دفعة جديدة فعلى أهالي المعتقلين الذين شارفت مدة حكمهم على الانتهاء أن ينتظروا خروج أبنائهم بدفعة الافراجات الجديدة....
الأجهزة الأمنية في حالة تأهب ليل نهار و لكن ان رأيتم الشوراع خالية لا داعي للقلق فهناك أمر عسكري بالإخلاء و اخذ قسط من الراحة لأن جيش الاحتلال سيقتحم المدينة خلال ساعات قليلة و ان أصيب أحد المواطنين برصاصة من قوات الاحتلال فلا داعي للقلق سيأتي الجنود بأنفسهم و يعتذرون عن تلك الإصابة و ينقلونها إلى مشفى في إسرائيل لتلقي العلاج مجانا..
لنعود الى المشاهد الثلاثة ...
قام المقاومون في مدينة نابلس بتسليم أنفسهم و أسلحتهم لأجهزة السلطة الفلسطينية تحت ضغوط اسرائريكية
مقابل تسليم مدينة نابلس و التوقف عن اقتحام المدينة و تخفيف الحواجز الاسرائيلية عليها
فاضطر المقاومين للتسليم تحت مسمى الضمانات غائبا عن ذهنهم ما حصل في سجن أريحا قبل سنتين
و ان لم يقوموا بالتسليم فقد اصبحوا مطلوبين للسلطة الفلسطينية و اسرائيل...
فلا داعي للقلق قريبا سننعم بالهدوء و لن تقتحم قوات الاحتلال المدينة و لن يكون هناك هدم للمنازل او اعتقالات
اننا في عام ال 2008 عام السلام و الأمان..
في المشهد الثاني داخل الأزقة عند ذلك المكان حيث كان هناك ثلة من الرجال الذين اجتمعوا لهدف واحد حب الوطن , المكان فارغ , الانكسار واضح ,و القهر جامح ...
ببساطة فذلك المكان اصبح فارغا لان هؤلاء المقاومين الأن في مقرات الأجهزة الأمنية ,مكان آمن لن يصيبهم مكروه أو أي ازعاج من قبل قوات الاحتلال فهناك الضمانات الاسرائيلية للجانب الفلسطيني و لاداعي للقلق ستبقى صور الشهداء ذكرى لن تنسى على جدران ذلك المكان ...و لن تتم أي عملية هدم للمنطقة فلن توأد ذكراهم ...
المشهد الثالث:
"عذرا" لن نتطرق الى هذا المشهد ,فالعنوان معروف , و لكن لا داعي للقلق فالمشهد مفهوم على الطاير..

ليست هناك تعليقات: