23‏/05‏/2011

عادي...

أهلا وسهلا بكم في صفحة من صفحات التاريخ المندثر ...صفحة من مهملات التاريخ أوشكت على الضياع كما سابقاتها...
هو ضياع الذات الفلسطينية الذي تحول مع الأيام ليصبح ثورة النفس الداخلية التي تختلج داخل النفس بصمت منتظرة ثورة جريئة تطلق العنان لحرية الدفاع عن أبسط الحقوق التي يحتاجها الفرد الطبيعي,وأقصد هنا الفرد العادي الذي يملك أي نوع من المشاعر البشرية..
صباح الخير...يستيقظ ذلك المواطن العادي يفتح التلفاز على صوت فيروز بطقوس القهوة و السيجارة أو الأرجيلة ,تبدأ تلك النفس بالانفراج و سعة الصدر في مناخ فلسطيني فيروزي...
نشرة الأخبار أهلا بكم ...استشهاد أربعة مواطنين في قصف إسرائيلي على غزة,قوات الاحتلال تعتقل عدة مواطنين من مناطق متفرقة في الضفة الغربية,مستوطنون يحرقون أشجار زيتون في الخليل,اسرائيل تغلق حاجز حوارة في نابلس.,استمرار المظاهرات في سوريا و التي أسفرت عن مئة قتيل حيث ....يطفئ التلفاز...يشتم اللحظة التي اغتالت الموقف الفيروزي...يرتشف أخر رشفة من فنجان القهوة...يغلق باب منزله منطلقا إلى وظيفته فاليوم أخر الشهر مما يعني أن هناك فرحة الراتب المنتظرة..
يستقل الحافلة فهي الوسيلة الأرخص التي تتناسب مع ميزانيته العادية...فمازال راتبه محدود حتى بعد مضي اثنا عشر عاما على وظيفته الحكومية هذه ...أصوات الأحاديث المتداخلة أشعرته بنمنمة إزعاج كانت مقبولة و عادية له طالما طغت على صوت نشرة الأخبار الإذاعية في الحافلة.
يضغط فجأة سائق الحافلة بقدميه على الفرامل ليمد رأسه و يبدأ بالصراخ "شو معمي على قلبك يا زلمة رحت ما تدهورنا" ,يخرج سائق السيارة من جهته ويرد بصوت أفخم ونظرة عدائية " الحق عليك شو أعمى ..يا صباح يا عليم تعال انزل لهون نتفاهم" ...تنخفض نبرة سائق حافلتنا "خلص حصل خير اجت سليمة توكل عالله " ,يمضي في طريقه يتمتم " الحق على الحمار الي عطاك الرخصة ..,ووابل من الشتائم ليفرغ ما بداخله من طاقة أخنعها ذلك السائق "اللي طلع أد حالو و اجاه من فوق " شكلو مش عادي وواصل...
يصل ذلك المواطن إلى مبنى عمله ,يقابله زميله المواطن العادي في المكتب ساخطا على الخصومات التي أصابت الراتب هذا الشهر و الضرائب التي خُصمت " يا زلمة رح يطق عقلي المسخم مش قادر أستوعب هالحياة أسعار نار و راتب قليل ,ما عم بلحق و هالضرايب كسرت ضهري " ضريبة الدخل,ضريبة القيمة المضافة ,المعارف,النفايات, الأملاك, الدفاع المدني ..والحبل جرار بيطلعوا أكتر من 11 ضريبة و الله شي بيطقق العقل "...
ينسحب زميله و في رأسه ألاف الأفكار المضطربة , لابد و أن هناك التزام عليه هذا الشهر لم يستطع تسديده ...الله يعينه.."يلا عادي "
يمضي وقت الدوام بين ضغط العمل و حالة من الضجر و أحاديث متفرقة عن الوضع الاقتصادي المتردي و قلة فرص العمل و الغلاء و المتفشي ,و مات فلان ,وأصيب فلان , وفلان مجاز, وفلانة تزوجت...نشرة أخبار محلية مفصلة و مقيتة...
ينتهي الدوام و يمضي المواطن العادي عائد إلى منزله بيوم غير عادي لأول مرة منذ شهر , ليس مهما حجم الراتب و لكن الأهم أنه نصف يوم غير عادي و مميز ...
يهاتفه صديقه المغترب ,,,كيفك ,,كيف الوضع عندكم,,, أنت بخير؟؟ أهلك بخير؟؟؟شو الي صار ؟؟كيف ؟؟و ليش؟؟ وين بالزبط ...يختنق صوته القلق على الوضع الفلسطيني , يصله بالخطوط اللاسلكية خوف وقلق صديقه , أجابه ببرود كلو عادي , إحنا مناح و بخير...
كيف لذلك المواطن العادي أن يفهم صديقه المغترب أن كل شيء هنا أصبح ضمن مسمى العادي و الأمر الغير عادي هو أن يمر يوم هادئ دون أحداث و دون حنق اخرين عاديين مثله ,هي حالنا يا صديقي لم يعد بوسعي ان اجأش لك و اخبرك اننا نموت ألف مرة كل يوم , هي حالنا يا صديقي لم يعد بوسعي أن أنتفض بثورة الحماس لأحدثك عن الوضع هنا ,, فالعين محتقنة و القلب لم يعد ينبض الا بالعادي ,,,اعذرني يا صديقي فقد قتلوا داخلي ثورة الحماس اعذرني يا صديقي فالقلب متعب ..و كل شيء هنا عادي

19‏/05‏/2011

في ذكرى النكبة....

६३ عاما على النكبة و كل عام يوقع بنهايته على استمرار المأساة ...
६३ عاما و الجرح لم يلتئم
६३ عاما على النكبة ....مازال الوجع مستمر
جميعنا سمع و شاهد على شاشات التلفاز ما حصل على الحدود السورية - الفلسطينية عندما عبر أخوتنا و أبنائنا الى الجولان المحتل
انا شخصيا شاهدت الخبر و ذلك المنظر المذهل عشرات المرات لكن لم تستطع تلك الشاشات ان تصوره كمان صوره أحد الشبان من مخيم اليرموك سوريا-وهو يحدثنا بتلقائية الكلمات دون تجميل....وكان هو...كان معهم ...وقفت ساعة يده هناك في الجولان...وكانت حياته رهن اللحظة كما كانت ساعتنا في داخل فلسطين تقف مرات كثيرة...في تلك الساعات ,لم يملك السلاح...ولم يملك ذخيرة....ولم يكن بيده قنبلة غاز يلقيها في وجه من يعترض طريقه كما فعلوا الصهاينة ...في تلك الساعات لم يكن يملك سوى حياته ...وارادة استطاع فيها أن يحرر الارض...هل كان يعرف انه حرر الجولان ؟؟؟...و هل عرف من حلق شهيد هناك اننا رأيناه سابقا؟؟هل عرف الشهداء هناك أن أرواحهم حلقت في سماء فلسطين؟؟؟لقد رأينا تلك الصورة آلاف المرات و لكننا مازلنا نشعر بالغصة نفسها ...
أصدقائي سأنقل لكم تقائية حديث الشاب سامي عباس "في العشرينات من عمره"- أحد أبطال مخيم اليرموك-سوريا- الذين وطات أقدامهم أرض فلسطين المحتلة...فلسطين॥حلمهم: "سيذكركم حديثه بالكثير"
في البداية انطلقنا من المخيم يوم الاح السعة التاسعة صباحا و نحنا طلعنل باسم فلسطين و بس بدون تنظيم لاي حركة و طالعين بنية الجهاد في سبيل فلسطين و في سبيل الله ........... لما وصلنا هناك نزلنا من الباصلت بدون ما نسأل على اي حدا و تمينا نازلين بحقل الالغام و كان يلي ممشينا هو حاج من اللاجئين الفلسطينيين من ال 48 و في ال 80 من العمر و كان حامل بايدو مفتاح بيتو يلي بفلسطين و اوراق بيتو كمان فقبل ما نوصل الحدود ب 20 متر صاروا اليهود يقوصوا بالهوا ...... بعدين قربنا على السياج و كسرنا يعني نزلنا عالارض بعدين بلشنا ننجرح بس ما وقفنا تمينا مكملين و كسرنا السور التاني و بلشوا يرموا علينا قنابل غاز بس على فكرة كانت مسممة لانها اقوى من الغاز المسيل بكتير و بلشنا نخسر بعض الشباب بس تمينا مكملين مع انوا ماكان معانا غير الحجر و قام شب من مخيم اليرموك بوضع العلم الفلسطيني على السيارة الاسرائيلية بكل شجاعة ( جئارة )....

بعدين و نحنا واقفين قبالهم هنه كانوا عم بضربوا رصاص علينا و نحنا عم نرمي حجار و عم و في من السباب يلي مننا يستشهدوا و يقلبوا عالارض و يتصاوبوا .... و كنا نقول و الله اكبر و كمان نحكي و نحنا حاملين الحجر انشالله يصل عل...يهم وقبل ما تصلنا الرصاصة يا شباب عنجد احساس كتير حلو انا ما حسيت متل هيك بحياتي و نسينا كل شي همنا انوا نقتلهن و بس و عنجد انوا الحكي غير الشوف و اهالي الجولان صاروا يرمولنا قناني ماء و بصل مشان العالم يلي عم تختنق من القنابل المسيلة للدموع و وقفو معانا كتير منيح و طلعنا على الجولان 64 شخص و عملنا مسيرات هناك و هتفنا لفلسطين و الجولان و صاروا اهالي الجولان يشاركوا معانا بالمسيرة و يضيفونا ماء و تفاح و حلو ..... بعدين و صلنا على ساحة اسما ساحة سلطان باشا الاطرش و اعتصمنا هناك واهالي الجولان افتخروا فينا كتير و جابولنل اكل من جميعو و ما نقصوا علينا اي شي و صاروا يبوشونا و يتصوروا معانا و يحكولنل انتوا ابطال و انتوا و انتوا ..... بعدين اليهود بعتولنا خبر مع كالمشايخ يلي هناك انوا معانا نص ساعة و بننزل مشان ما نبقى جوا فنحنا ما قبلنا بهاد الشي غير حتى يعطونا الاسرى لانوا اعتقلوا عالم مننا فبعتولنا اليهود انوا س نطلع بيحرروا الاسرىبس نحنى كمان ما رضينا بهاد الشي بعتنالهم انوا يحرروا الاسرى اول شي بالفعل حرروا الاسرى و اجوا لعنا عالجولان و بعدين المشايخ فتحولنا طريق مشان ننزل بعد ما نزلنا و نحنا رافعين رايات النصر و بنفس الوقت عم بنسب عاليهود صرنا بريت الحدود و ردينا رجعنا نرمي عليهم حجار و صاروا يرموا قنابل مسيلة للدموع و لسبرجع بحكيكوا انوا الحكي مو متل الشوف