20‏/02‏/2009

داخل الأزقة...هنا كانوا يجتمعون سويا..والتقت ملصقاتهم سوية هنا..مرة أخرى
مهد سيدنا المسيح...بيت لحم
هنا مرقد الشهيد الصقر فادي قفيشة...جنرال الكتائب..





لنا لقاء آخر...


لم أكن أتخيل نفسي يوما سأبتعد عن هذا الوطن الذي لطالما عشقت ذرات ترابه...

وطني الحبيب...فلسطين الحبيبة...

أحتاج للكثير من القوة لأستطيع ان أواجه فراقك..والرحيل فجأة...

فكيف الشوق الذي يجتاحني قبل أن أرحل ...

وكيف الشوق بعد الرحيل

سأفتقد كل ذرة في ترابك

سأفتقد وجوه أحبتي...

أحبتي الأقوياء اليوم بكوا حزنا ...أحبتي الأقوياء اليوم وهبتهم ألم الفراق...

فلسطين الحبيبة...الليلة الأخيرة لم أستطع أن أقاوم ألمي...بكيت حتى بزوغ الفجر...وقفت على نافذتي بسلسلة ذكريات مرت على أبطالنا الذين رحلوا...شريط مؤلم...شهيد هنا...صوت رصاص هناك...قصف...دخول وحوشك منزلنا...أرجلهم النجسة التي وطئت شرفتنا

جنازة شهيد صبيحة معركة دامت حتى الفجر ليكتشفوا أنهم مقاومين اثنين فقط...سلاح ذلك الاسرائيلي الحقير الذي ضربه في وجهي...

و من ثم أصدقائي...صديقاتي...أختياري أنا...كم انا فخورة بنفسي و بهم...

والدي...اخوتي...وكل كل كل التفاصيل

سأقول لك يا فلسطيننا...سأعود...سأعود..

عندما اجد ذاتي هناك...أحتضنها..أقبلها...و أعود

أعوض سنين مرت دون حضن والدتي...و أعود

أحمل حبا أقوى لفلسطين...و أعود

لنا لقاء

14‏/02‏/2009

سمعتٌها تقول...

تقدم نحوي بشيء من التردد و الحيرة ..
شعرت أن هناك شيء ما يريد قوله ...حاولت أن أقرأ لغة اعتدت على سرقتها من عيون الذي يعيشون في محيطي..وأعيش معهم..لكنني لم أستطع أيضا أن أعرف مافي جوفه ,وبعد دقائق من الصمت اقترب مني وسألني بعين مطرقة
-هل تؤمنين بفكرة عيد الحب؟؟
علا صوتي بقهقهة أوحت بالاستهزاء, توقفت بعد ان لاحظت أن جميع من حولي التفت لي باستغراب و وشعرت انه ظن انني استهزء به ...
وبعد صمت طويل نظرت اليه ,كان ملتفتا الى الناحية الأخرى كأنه يهرب من شيء ما:
-وهل تؤمن بالتطبيع؟؟
نظر الي بايماءة في ووجهه توحي بانه نسي ذلك السؤال ثم أجاب
-طبعا لا
-اذا انت تعلم ان عيد الحب أو العشاق هو يوم يحتفل به عشاقنا العرب مع الدول التي أعلنت انطلاقة يوم للعشاق,دولا قتلت رجالا أحبو فلسطين وماتوا فيها ولها عشقا؟؟دولا اخترق رصاصها جماجم أطفالنا و شبابنا ونسائنا وعندما أخرجنا ذلك الرصاص كان مطبوعا باسمها؟؟
صمت قليلا ثم ابتسمت
- ثم هل للحب يوما يحتفل به من أحب؟
وماذا ستفعل أرملة أحبت زوجها ؟هل ستذهب لقبره لوضع وردة حمراء؟؟
وماذا سيفعل من لم يجد حبيب يقدم له هدية ووردة؟
وماذا يفعل عاشق فاشل في قصة حبه؟؟هل سيبكي محبوبه ويتجنب بائع الورد؟؟
دعك من ذلك ياصديقي فليس للحب يوم يذكر أحدنا محبوبه...يقدم فيه تهنئة...هدية...وردة...وربما قبلة...
فالحب الحقيقي كل يوم وكل لحظة وكل العمر...
لاتغضب يا صديقي هيا لنضع الورد على قبور شهدائنا فهم ينظروننا ..ولازالوا ينتظرون...

02‏/02‏/2009

هذيان.......

صوت مبحوح يخرج من أعماق قلبها...هو وقت الصمت أٌجبرت النفس عنوة على الخنوع له...هو وقت لم تستطع الكلام به...متجاهلة صوت والدتها يحاول الاقتراب منها...متجاهلة اتهامات الآخرين باللامبالاة...متجاهلة نداء صديقة امامها..متجاهلة وقفة حبيب اشتاقت لضدره ...ذلك الصوت المبحوح الذي يصدح في روحها كالفراشة وقت حاجتها لراحة أبدية بعد اقترابها من الضوء..هو فقط...
أرادت ان تكون وحدها...أن تنهمر دمعاتها دون توقف ... تعلم ان ألمها أكبر من خبالات التفكير...تنهمر دمعاتها فتتحسسها على وجنتيها...تشعر ببرودة...
هي تدرك.........لكن هم لم و لن يدركوا...
اتهمتوها بهتانا!!!
هي اتهمتها بأنها لم تعد تحبها
وهم اتهموها باللامبالاة
وتلك أخبرتها أنها تبتعد عنها
وهو اتهمها بالخيانة
لكنها التزمت الصمت...لاداعي لآن تبرر...قضت سنوات طويلة و هي تحاول أن تشرح لهم أن صمتها لم يكن ضعفا..لم يكن سوى خوف من خسارتهم...لم يكن سوى مسامحة...
...هي تختنق لكنها لم تتكلم...
هذيان ...هذيان ...هذيان
كالمجنونة نظرت اليهم دون اجابة...كالبلهاء صمتت...
لم يعد هناك متسع للحديث...لم يعد هناك متسع للحياة...
تطبق جفنيها...تضغط عيناها..تعتصر الدمعات...تشعر بقرصة برد منسابة....
تصرخ...لم اعد اسمعك أيها لصوت المبحوح
انه الهذيان...هذيان...هذيان